قبل أن نستكشف عالم أهم لغات البرمجة المستخدمة بكثرة في تطوير تطبيقات الويب، ربما تتساءل عن الأُسس التي استندنا إليها لإعداد هذه القائمة. دعني أوضح لكم! تُجري منصة ستاك، واحدة من أبرز وأهم المنصات المعتمدة على مستوى العالم في عالم التطوير، استبيان سنوي لآراء المبرمجين. يعد هذا الاستبيان مرجعاً حيوياً للمتخصصين في هذا الميدان، لذا اعتمدنا عليه بشكل كبير في إعداد هذا الدليل. يتميز هذا الاستبيان بأنه يلقي الضوء على أهم لغات البرمجة التي يعتمد عليها المحترفون في تنفيذ مشاريعهم بمختلف المجالات.
تعكس هذه القائمة أيضاً شهرة وأهمية لغات البرمجة في سوق العمل في الشرق الأوسط والعالم، ويمكن للمهتمين التحقق من ذلك من خلال مواقع التوظيف المتعددة. بالإضافة إلى ذلك، استندنا في ترتيب وجمع المعلومات في هذا الدليل إلى خبرتنا الشخصية في مجال البرمجة. ولكي لا يصبح هذا الدليل طويلاً للغاية، سنكتفي بذكر أبرز 5 لغات برمجة.
والآن، لننطلق في استعراض قائمتنا لأبرز لغات البرمجة الشائعة.
أبرز لغات البرمجة المُستخدمة في تطوير تطبيقات الويب
أولاً: لغة جافا سكريبت
تعتبر لغة جافا سكريبت واحدة من أبرز لغات البرمجة على الصعيدين المحلي والعالمي والتي تسمح لك بسهولة ببدء الربح من الإنترنت، وتتصدر قائمة الاستخدام بفضل تنوعها وقوتها. تُستخدم جافا سكريبت بشكل أساسي في مواقع الويب وصفحات الإنترنت لعرض محتوى متنوع، مثل صناديق الإشعارات واستمارات التسجيل، وخرائط جوجل التفاعلية، والأنيميشن، ومشغلات وسائط الصوت على السحابة.
كما تتيح جافا سكريبت تحديث المحتوى بناءً على سلوك الزائر أو الوقت، ما يجعلها لغة برمجة مثالية للواجهة الأمامية للمواقع والتفاعل مع المستخدمين. لكن الواجهة الخلفية للمواقع، المعروفة بالباك إند، يعتمد على لغات أخرى لإدارة التفاعل مع الخوادم وقواعد البيانات.
وبحسب الإحصائيات العالمية من “ستاتيستا”، تُظهر لغة جافا سكريبت أهميتها كلغة برمجة رئيسية في عالم التطوير. إذ تصنف لغات جافا سكريبت وسي اس اس وتي اش ام ال بين أكثر لغات البرمجة استخدامًا بين المطورين حول العالم اعتبارًا من عام 2023.
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 63.61 بالمائة من المطورين يستخدمون جافا سكريبت، بينما يستخدم نحو 52.97 بالمائة فقط لغات سي اس اس وتي اش ام ال.
ثانياً: لغتي HTML/CSS
إن لغتي اتش تي ام ال وسي اس اس لا تُعتبران بالضبط لغات برمجة فعلية، حيث لا تحتويان على القدرة على تنفيذ العمليات المنطقية، والحسابات، وتخزين البيانات، وغير ذلك. لنشرح هذا الأمر بمزيد من التفصيل من خلال استعراض كل لغة على حدة:
1. لغة HTML
تعد لغة اتش تي ام ال الأساس في بنية صفحات الويب وتنظيم محتواها.
باستخدام تلك اللغة، يمكننا إنشاء المكونات المختلفة في الصفحة مثل النصوص ،والصور، والروابط، والجداول، والمزيد. بالرغم من أنها لا تُعتبر لغة برمجة فعلية، إلا أنها تتيح للمطورين ترتيب وتنظيم المحتوى بشكل منهجي وتحديد العلاقات بين العناصر المختلفة في صفحة الويب.
2. لغة CSS
أما لغة سي اس اس، فإنها تلعب دورًا مهمًا في تنسيق وتصميم صفحات الويب.
عن طريق تلك اللغة، يمكننا تحسين المظهر العام للصفحة من خلال تحديد الألوان، والأنماط، والخطوط، والهياكل، والمزيد. حيث تُمكِّن هذه اللغة المطورين من جعل صفحات الويب تبدو جذابة واحترافية عبر تطبيق تصميمات مُخصَّصة وتحسين تجربة المستخدم.
ولذلك، على الرغم من أن هاتين اللغتين لا تُعتبران لغات برمجة تقليدية، إلا أنهما ضروريتان في تصميم تطبيقات الويب، حيث تُشكِّلان الأساس لبنية وتصميم الصفحات، وتعدان جزءًا أساسيًّا من أهم لغات البرمجة المُستخدمة بكثرة لتصميم تطبيقات الويب.
ثالثًا: لغة بايثون
تعد لغة بايثون واحدة من اللغات البرمجية المفسرة ومتعددة الاستخدامات، ما يعني أن لها استخداماً واسعاً في مختلف مجالات البرمجة، مثل تطوير الويب، وبناء تطبيقات سطح المكتب، وتطوير تطبيقات الجوال، وحتى تطوير الألعاب والذكاء الاصطناعي.
يعود سبب شهرة البايثون واستخدامها الواسع منذ تاريخ تطويرها عام 1991 على يدي المبرمج العبقري “جويدو فان روسوم” إلى سهولة تعلمها واستخدامها.
حيث يتسم الترميز في هذه اللغة ببساطة وسهولة فهم تشبه اللغة الإنجليزية، ما يجعلها جذابة للمبتدئين في عالم البرمجة. ونظرًا لهذه السمات، تُعتبر لغة البايثون خيارًا شائعًا للمبتدئين في تعلم علم الحاسوب وفنون البرمجة في المعاهد والمؤسسات التعليمية، وهذا ما يجعلها تحتل المرتبة الثالثة لهذا العام.
رابعًا: لغة SQL
تأتي لغة SQL في المرتبة الرابعة بين أبرز لغات البرمجة المُستخدمة في تطوير تطبيقات الويب، لأنها ببساطة تقوم بأداء مهام أساسية، والتي تشمل:
- استرجاع البيانات: حيث تُستخدم لاستعلام قواعد البيانات واستخراج البيانات المطلوبة، ما يتيح للتطبيقات عرض المعلومات بشكل ديناميكي للمستخدمين.
- تحديث البيانات: تمكين تحديث السجلات في قاعدة البيانات، مثل تعديل المعلومات الشخصية للمستخدمين أو تحديث المحتوى على الموقع.
- إدارة قواعد البيانات: توفير إمكانية إنشاء وحذف وتعديل جداول البيانات وعلاقاتها في قاعدة البيانات.
- إدخال البيانات: لإدخال البيانات الجديدة في قاعدة البيانات، مثل تسجيل المستخدمين الجدد أو إضافة محتوى جديد.
خامسًا: لغة تايب سكريبت
تتصدر لغة التايب سكريبت المشهد الخامس كأبرز لغات البرمجة المُستخدمة بشكل واسع في تطوير تطبيقات الويب. إن تفوق هذه اللغة ينبع من مرونتها وقوتها في مجال البرمجة الويب، وهو ما يجعلها لغة حاسمة في عالم تطوير تلك التطبيقات الحديثة.
لكن في رأيكم، ما الذي يجعل لغة تايب سكريبت خيارًا مميزًا، وأحد أشهر اللغات لدى الشركات؟ حسناً، دعني أشرح ذلك من خلال استعراض عدة جوانب تجعلها متميزة:
- التفاعلية والديناميكية: تتيح هذه اللغة للمطورين إضافة التفاعل والديناميكية لصفحات الويب بسهولة. فمن خلالها، يمكنك تطبيق تأثيرات بصرية مثل السحب والإفلات، وتحسين تجربة المستخدم بالاستجابة الفورية للأحداث.
- مكتبات وأُطر العمل: هناك مجموعة واسعة من المكتبات وأُطر العمل في لغة تايب سكريبت تسهم في تبسيط تطوير التطبيقات وتوفير الأدوات اللازمة لبناء تجارب مستخدم متقدمة.
- الدعم الواسع: هذه اللغة مدعومة جيدًا عبر المستعرضات المختلفة، مما يجعلها مناسبة لأغلب المشروعات.
- التحديثات المستمرة: تُطلق مجتمعات المطورين تحديثات منتظمة للغة تايب سكريبت ومكتباتها، ما يجعلها دائمًا متجددة ومتوافقة مع متطلبات التكنولوجيا الحديثة.
