ما هو لينكس؟ دليلك الكامل لنواة وتوزيعات Linux في 2023. لينكس أحد الكلمات الشهيرة التي ترد على أسماعنا كثيرًا عند الحديث عن الكمبيوتر وأنظمة التشغيل، وقد لا تعرف ما هو بالضبط! فمن الصعب تحديد تعريف دقيق لماهِيَّة لينكس، فهناك العديد من الأجهزة من حولنا تستخدم Linux بشكل أو بآخر كهاتفك الأندرويد مثلا فيمكنك تثبيت Linux على هاتف اندرويد، ومعظم خوادم المواقع تعمل بنظام لينكس أيضًا، فبطريقة أو بأخرى ستجد أنك تستخدمه وموجود في كل مكان.
نظام Linux موجودًا منذ تسعينيات القرن الماضي عندما أصدر Linus Torvalds الإصدار الأول من Linux kernel أو ما تعرف بنواة لينكس في 17 سبتمبر 1991، فعائلة لينكس من أنظمة التشغيل مفتوحة المصدر الشبيهة بنظام Unix الأقدم، والتي تحتوي جميعها على نواة لينكس، لكن لينكس ليس مجرد نواة لنظام تشغيل فهو أكثر من ذلك.
ما هو لينكس؟
لينكس هو أحد أهم أنظمة التشغيل المؤثرة والتي لم تفقد رونقها مع الزمن ويظل حتى وقتنا الحالي يستخدم ويشغل مجموعة واسعة من الأجهزة بدءًا من الهواتف الذكية والسيارات والخوادم إلى embedded systems مثل أجهزة التوجيه وكاميرات الفيديو الرقمية، فهو نظام تشغيل عملي وشائع الاستخدام، تعتمد معظم خوادم الإنترنت على Linux، وحتى أفضل 500 جهاز Super computer موجود في العالم يستفيد من نظام التشغيل القوي هذا.
الآن دعنا نتعمق في جوهر لينكس ونستكشف طبيعته متعددة الاستخدامات، ما هو Linux بالضبط؟ حسنًا قد تختلف الإجابة اعتمادًا على السؤال نفسه، يُعرفه البعض كنظام تشغيل في حد ذاته، بينما يعتبره البعض الآخر نواة أو مكون أساسي يشكل جوهر نظام التشغيل، من الضروري الاعتراف بالدور المحوري الذي تلعبه النواة تمامًا مثل محرك السيارة الذي يوفر الطاقة اللازمة للعمل، توفر الكيرنل وظائف أساسية لنظام التشغيل لكي يعمل بكفاءة. ومع ذلك لا تستطيع النواة بمفردها إنجاز الكثير، فهي تتطلب مكونات برمجية إضافية للتفاعل معها والقيام بوظائف مختلفة.
نواة لينكس (Linux Kernel)
- نواة لينكس هي المكون الأساسي لنظام التشغيل Linux، وهي الطبقة الأساسية التي تتفاعل مباشرة مع الأجهزة وإدارة موارد النظام وتقديم الخدمات الأساسية.
- النواة مسؤولة عن مهام مثل إدارة الذاكرة وجدولة العمليات وبرامج تشغيل الأجهزة وإدارة نظم الملفات وأمن النظام.
- تعمل كوسيط بين الأجهزة وتطبيقات البرامج التي تعمل على نظام التشغيل.
- تم إصدار نواة Linux بشكل مفتوح المصدر، مما يسمح للمطورين بمشاهدة كود المصدر الخاص به وتعديله وإنشاء توزيعات لينكس المختلفة التي سنتحدث عليها بعد قليل.
لينكس كنظام تشغيل
- نظام تشغيل لينكس عبارة عن حزمة برامج كاملة لا تتضمن فقط نواة Linux ولكن أيضًا مجموعة واسعة من البرامج والأدوات المساعدة والمكتبات والتطبيقات التي توفر للمستخدم تجربة نظام تشغيل كامل كأي نظام آخر مثل ويندوز.
- يوفر واجهة وخدمات سهلة الاستخدام تتيح للمستخدمين والتطبيقات التفاعل مع أجهزتهم بشكل مميز.
- يحتوي نظام التشغيل Linux على مكونات مختلفة مثل مكتبات النظام وواجهات المستخدم الرسومية (GUIs) وواجهات سطر الأوامر Command Line (CLIs) وغيرها.
- تُنشأ توزيعات Linux المختلفة عن طريق تغذية نواة Linux بمجموعة محددة من البرامج وواجهات المستخدم، وغالبًا ما تلبي هذه التوزيعات احتياجات وتفضيلات مستخدم محددة تختلف من توزيعة لأخري كما سنذكر فيما بعد.
فباختصار، نواة لينكس هي المكون الأساسي لنظام التشغيل، وهي مسؤولة عن إدارة موارد الأجهزة وعمليات النظام، وعلى الجانب الآخر يشمل نظام التشغيل Linux مجموعة برامج على النواة، مما يوفر واجهات مستخدم وتطبيقات وأدوات مساعدة ومكتبات لإنشاء بيئة كمبيوتر سهلة الاستخدام.
توزيعات Linux: كيف تختار المناسبة لك؟
توزيعات لينكس والمعروفة أيضًا باسم “distros”، هي أشكال مختلفة من نظام التشغيل والتي تتكون من الكيرنل بالإضافة إلى مجموعة من حزم البرامج والأدوات المساعدة لإنشاء نظام تشغيل كامل، تم تصميم كل توزيع لتوفير تجربة مستخدم وميزات ووظائف متعددة؛ مما يجعلها مناسبة لمختلف الاستخدامات وتفضيلات المستخدمين.
أحد أكثر الاختلافات الملحوظة بين توزيعات لينكس هو اختيار شكل سطح المكتب، حيث تحدد بيئة سطح المكتب الشكل والمظهر لواجهة المستخدم الرسومية (GUI) على نظام Linux، تشمل بيئات سطح المكتب الشائعة GNOME وKDE Plasma وXFCE وLXDE و Cinnamon وغيرها، وتتغير واجهة المستخدم وتجربته بناء على بيئة سطح المكتب الذي سيختارها.
بالإضافة لمختلف بيئات سطح المكتب، تختلف أيضًا توزيعات لينوكس علي حسب طريقة إدارة الحزم أو Package management والتي تتحكم في تثبيت حزم البرامج وتحديثها وإزالتها من النظام، وتستخدم توزيعات لينكس المختلفة طرق مختلفة لإدارة الحزم مثل Debian Package Manager (DPKG) و Advanced Package Tool (APT) التي تستخدمها التوزيعات المستندة إلى Debian، أو Red Hat Package Manager (RPM) و Yellowdog Updater Modified (yum) المستندة إلى توزيعات Red Hat.
يعتمد اختيار توزيعات لينكس المناسبة لاستخدامك على حسب احتياجاتك وتفضيلاتك، وفيما يلي بعض العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار توزيعة لينكس المناسبة:
- غرض استخدام نظام لينكس: فهل تقوم تريد تثبيت لينكس لإنشاء خادم أو workstation أو جهاز جيمينج أو جهاز لتطوير تطبيقات كمبرمج مثلا؟
- تجربتك كمستخدم: فيعتمد اختيار بيئة سطح المكتب على تفضيلاتك الشخصية، فهل تحب تجربة واجهة أنيقة وعصرية مثل GNOME، أو واجهة قابلة للتخصيص بدرجة عالية مثل KDE Plasma، أو واجهة خفيفة مقارنة بموارد جهازك مثل XFCE؟
- سهولة الاستخدام: تركز بعض التوزيعات على توفير تجربة سهلة الاستخدام، مما يجعلها مناسبة للمبتدئين مثل Ubuntu و Linux Mint و elementary OS.
- توفر البرامج: فيجب معرفة مما إذا كان توزيعة لينكس التي تريدها توفر البرامج والتطبيقات التي تحتاجها لمهامك أو لا، فقد تحتوي بعض التوزيعات على برامج متخصصة أو تركز على تلبية احتياجات معينة ليست مناسبة لكل المستخدمين.
- المجتمع والدعم: بالطبع ستكون توزيعات لينكس المشهورة والتي لها مجتمع مستخدمين قوي ودعم من ناحية تطوير البرامج والتطبيقات الخيار المثالي.
- إدارة الحزم: تأكد مما إذا كنت مرتاحًا لنظام إدارة الحزم الذي يستخدمه توزيع لينكس الذي ستختاره أم لا.
- التوافق مع جهازك: تأكد من أن التوزيع يدعم مكونات جهازك.
- التخصيص: إذا كنت تريد تخصيص وتعديل نظامك والتعديل على واجهة المستخدم، فابحث عن التوزيعات التي تسمح بالتخصيص الشامل للنظام.
- الأمان والاستقرار: تمنح بعض التوزيعات الأولوية للأمان والاستقرار عن أي شيء، مما يجعلها مناسبة للخوادم أو الأنظمة ذات المهام الخاصة.
- التحديثات: التوزيعات المختلفة لها دورات إصدار متفاوتة، حيث يقدم بعضها تحديثات متكررة وميزات متطورة، بينما يعطي البعض الآخر الأولوية للاستقرار على تحديث البرامج.
علي كلٍ، فإن توزيعات لينكس المختلفة _والأفضل_ تعتمد بالنسبة الأكبر على احتياجاتك وتفضيلاتك الشخصية، ومن المحبذ تجربة توزيع لينكس الذي اخترته على جهاز افتراضي قبل اتخاذ أي قرار لتثبيته على جهازك الرئيسي، ويمكنك دائمًا تبديل التوزيعات لاحقًا إذا تغيرت احتياجاتك أو إذا كنت مهتمًا باستكشاف توزيعات مختلفة.
لماذا قد تستخدم Linux بدلًا من Windows؟
يقدم نظام لينوكس مجموعة خصائص ومزايا متنوعة مقارنة بأنظمة التشغيل الأخرى مثل Windows، مما يجعله خيارًا مناسبًا للعديد من المستخدمين، وبما أن أسباب استخدام Linux متنوعة فإليك بعض الفوائد الرئيسية التي تجعله خيارًا جذابًا لك كمستخدم بدلا من ويندوز:
- التكلفة: حيث يتوفر Linux بشكل عام مجانًا، مما يلغي الحاجة إلى شراء نسخة مدفوعة من ويندوز أو أي نظام آخر لتخصيص الواجهة وتعديل خلفية سطح المكتب! مثلا كما في بعض الأنظمة، وتمتد ميزة التكلفة المجانية إلى النظام ككل، حيث أن العديد من التطبيقات والأدوات مفتوحة المصدر لنظام Linux مجانية أيضًا.
- التخصيص: يوفر Linux مستوى عالٍ من التخصيص، مما يسمح للمستخدمين بتخصيص تجربة المستخدم الخاصة بهم وفقًا لتفضيلاتهم الشخصية، فتعمل التوزيعات مثل Arch Linux على تمكين المستخدمين من بناء نظام التشغيل الخاص بهم من الألف إلى الياء، واختيار المكونات والميزات التي تناسب احتياجاتهم.
- الأمان: بشكل عام نظام لينكس أمثر أمانًا وأقل عرضه للفيروسات عن أي نظام تشغيل آخر، كما أن مجموعة البرامج المتاحة لنظام التشغيل Linux تجعله أقل عرضة لانتشار البرامج الضارة والفيروسات.
- الاستقرار: تشتهر العديد من توزيعات Linux المستخدمة لبناء السيرفرات باستقرارها وموثوقيتها، وتتوفر ميزة هذه الاستقرار هذه لعدة أسباب أهمها الأساس المميز لنواة Linux وعمليات الاختبار والتطوير الصارمة التي يتبعها مجتمع Linux.
- الأداء والكفاءة في استخدام موارد جهازك: تشتهر Linux بكفاءتها وأدائها خاصة على الأجهزة القديمة، فيمكن لبعض توزيعات لينكس الخفيفة أن تبعث حياة جديدة في أجهزة الكمبيوتر القديمة، مما يوفر استجابة أفضل وأداء أكثر سلاسة على جهازك.
- لينكس نظام مفتوح المصدر: يجسد Linux المثال الأمثل لنظام مفتوح المصدر، مما يعزز التعاون والشفافية ومشاركة المعرفة فيما يتعلق بتطوير البرامج والتعديل عليها لتناسب احتياجات مختلف المستخدمين، هذا يشجع على الابتكار وتطوير برامج بجودة عالية تعود بالنفع على المجتمع بأكمله.
ختامًا، وُجدت الجاذبية لاستخدام نظام Linux من مرونته وأمانه وكفاءته والروح التعاونية لمجتمع المستخدمين، سواء كنت مطورًا، أو مستخدمًا يسعى إلى تخصيص واجهة النظام، أو مستخدم تبحث عن الأمان في النظام، أو ببساطة شخصًا يبحث عن نظام تشغيل موثوق ويسير من حيث التكلفة، يقدم Linux مجموعة كبيرة من المزايا التي تجعله خيارًا أمثل للجميع.
